منتديات ستار امازيغ

عبير الياسمين 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا عبير الياسمين 829894
ادارة المنتدي عبير الياسمين 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ستار امازيغ

عبير الياسمين 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا عبير الياسمين 829894
ادارة المنتدي عبير الياسمين 103798

منتديات ستار امازيغ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بكم


    عبير الياسمين

    my -name-is-brahim
    my -name-is-brahim


    عدد المساهمات : 57
    نقاط : 294
    السٌّمعَة : 5
    تاريخ التسجيل : 27/02/2010
    العمر : 40

    عبير الياسمين Empty عبير الياسمين

    مُساهمة من طرف my -name-is-brahim الإثنين 1 مارس - 16:28

    ليلة الأحد لعشرين ليلة من كانون الثاني ولدتُ هكذا قيل , رغم إنني لم أسمع في أذني آذان ولم تري أمي أنوار تضئ لها الدياجر فقد كنت ثقيل الظل في احشائها وخارجها ولم تكن تظن إن هذا المولود رغم فرحتها به سيضيف شيئاً في جدران الصمت وأقبية الخيال , ولما كانت الجمعة لعشرين ليلة من أيار توقف المطر حينها فأعلن في الملأ نبأ وفاتي , لم أعش طويلاً كما تنبأت لي العرافة ذات يوم خريفي عند قراءتها خطوط كفي , تركتُ فتاة عشقتها في حياتي بجنون ولأن عشقي كان إسطورياً عادت روحي لتسكن ديارها بعد أن قطعتْ عهداً بأن لا تغادر دارها مطلقاً ..

    أحبتْ فتاتي المطر ورائحة الياسمين وقطع الشوكولا , كنتُ أري معالم وجهها المشرق خلف ضفائرها المبتلة , وبصوتها الشجي تردد لحن آسراً لفيروز حينها كان المطر يتساقط كصوت القُبلات , وحينها كنتُ أنثر رائحة الياسمين لتغمض فتاتي عينيها الواسعتين وتخرج كأوتوبيا أنثى الملاك , ثم تأتي وحذائها ملطخاً بالوحل , كان جو غرفتها مثقلاً برائحة الأرز ورائحة الفانيليا وروائح غجرية أخرى , والبحر يلفظ أنفاسه كرائحة اللحم النيء وموسيقي فيروز تعبق كأنشوقة قديمة !!

    ولما كان يوم الجمعة لعشرين ليلة من تموز رحلتْ فتاتي , أخذت متاعها وروائح البيت وصوت القُبلات وموسيقي فيروز , تركتني وحيداً قرب الشرفة وتركت حذائها الملطخ بالوحل , وقلادة أصداف البحر وقناني عطرٍ وورقة شوكولا , عادت الأرواح لتسخر مني وتهزأ من سكوني العاثر وجلوسي قرب الشرفة كنتُ أراقب ذبول وردة النيلوفر في كأس الماء , وبدت تعاودني ومضات ذكريات قديمة حين تسللت إليّ روائح الخشب القديم والمطر يتخلى عن حنينه وصوت القُبلات !!

    ولما كان يوم الجمعة لعشرين ليلة من تشرين بعد ثلاثين عاماً عادت بعيني فتاة البارحة وبالروائح القديمة , لم تعد تلك الفتاة التي إنحنت علي ضوء القمر عند ذلك المساء تغني لفيروز , عادتْ بخطوط القدر علي وجنتيها وبطفلة كانت تدعوها (جدتي) , بدت ذات ملامح وقورة حين تنظر من خلف زجاج نافذتها العتيقة , وحينما تحيك ببراعة (بلوفر) حفيدتها (هالة) , عادت برائحة الفانيليا وروائح الغجر , ولأن المطر كان عصياً لثلاثين عاماً , عاد يتساقط كصوت القُبلات والبحر قد لفظ أنفاسه كرائحة اللحم النيء , إبتسمتْ فتاة البارحة حين رأتْ حذائها الملطخ بالوحل , كنتُ أراها لأول مرة تحتفل بالمطر دون صوت فيروز ودون أن أري معالم وجهها المشرق خلف ضفائرها المبتلة , قررتُ مغادرتها دون أن أنثر رائحة الياسمين , لتعلم فتاة البارحة إن رائحة الياسمين التي كانت تعبق المكان لم تكن تأتي من الحديقة !!

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل - 14:17